الاثنين، 3 سبتمبر 2018


معبد السيرابيوم
Serapeum


عندما إستقل بطليموس الأول Ptolemy I سوتير (حوالي 305- 285) بمصر أدرك بفكره العميق بأن الدين فى مصر مسألة جوهرية ، وأنه يمكن عن طريق العقيدة المشتركة إلغاء النفور بين كل من المصريين أصحاب البلاد الأصليين ، والإغريق المحتلين وذلك بأسلوب بالغ العبقرية عاونه فيه كاهنان من ذو المكانة في ثقافتهما وعلوم اللاهوت وهما كل من الكاهن المصري الأشهر مانثيون Manetho والكاهن تيموثيوس TimoTheus ،واللذان قاما بتفسير رؤية للملك عن إله يدعى سيرا بيس يوجد بروسيا يرغب في مشاهدة تمثاله بمصر بأن هذا الإله موجود فعلاً بمصر وأنه يبدو للمصريين بصورة تختلف عن صورته عند الإغريق وهو إله للفريقين فى نفس الوقت .
وكان هدف بطليموس من ذلك هو تأسيس مملكة قوية مستقرة بوادي النيل تقوم على التآلف بين كل من طوائف الإغريق والمصريين .
لذا -  فقد شيد بطليموس الأول معبداً لذلك الإله بحي راقودة مركز التجمع القومي للمصريين بالمدينة الجديدة بالإسكندرية بعد أن كانت الإسكندرية فيما مضى تقتصر على راقودة .
وقد تم تأليف إله مملكة البطالمة الجديدة من خصائص مجموعة مختارة بعناية من أرباب المصريين والإغريق ،وهم كل من الاله أوزير- أبيس Asorapis والذي من أسمه أشتق الاغريق إسم الاله بنطق أغريقى وهو سيرا بيس ،وهو إله مصري مركب من إله النيل والزراعة والموتى القديم ، والذى يجسد الثور أبيس روحه ،وكذا إلهة الإغريق زيوس Zeus رب الأرباب وهليوس Helios اله الشمس ، وأسكليبيوس Asklepios أله الطب وديونيسوس اله العالم الاخر .
ويلاحظ أنه بذلك قد جمع هذا الاله (الجديد) بين خصائص الخصوبة والشفاء وعالم الاخرة وهى عناصر لازمة لحياة كل من الفريقين .
وعليه فقد صور هذا المعبود في صورة مصرية على هيئة ثور قوى ذا خصوبة (غير أن تمثاله الذى عثر عليه يرجع للعصر الروماني ) وفى صورة أغريقية على هيئة أنسان رأسه ذوشعر غزير تتدلى منه خمس خصلات أعلى الجبهة ، ويعلو رأسه مكيال الحبوب Modius  رمز الوفرة والغذاء وكهف العينين غائر وذو لحية مضفورة وشارب ، وفم ينفرج قليلاً ويبعث وجهه عامة على الرهبة وتذكر المصادر القديمة، وصفاً لتمثال هذا المعبود داخل هيكله بالمعبد .
وقد حل الإله بالتالي زوجاً للإلهة إيزيس زوجة الاله أوزيريس القديم والتي صورت تبعاً لذلك فى صورة إغريقية جذابة لم تفقدها وقارها كإلهة مصرية وتبعاً لذلك أيضاً تحول الإله الابن القديم حورس الذى كان على هيئة صقر كثيف الريش إبناً لكل من سيرابيس وإيزيس على هيئة أنسانية مؤثرة تصوره كطفل هزيل البدن أحياناً يلتمس الغذاء من الرضاع من صدر أمه وعنصراً فى الثالوث الاسكندرى اللاهوتى الجديد .
وفى عهد خلفاء بطليموس الاول إزدات أهمية الثالوث الاسكندرى وبالتالي زاد إتساع معبده فى عهدي كل من بطليموس الثالث حوالى (246- 221 ) والإمبراطور الروماني هدريان (117-138 )
وفيما يبدو،وكما سيلى فيما بعد ،وخلال العصر الروماني إذداد انتشار عبادة إيزيس على نحو خاص حتى فاقت عبادة سيرابيس وقد وصلت عقيدتها خلال عصر الامبراطورية الرومانية حتى كل من ألمانيا والجزر البريطانية .
وقد عثر بأماكن متفرقة بالمعبد على لوحات الحجاج القدامى للمعبد من لوحات ومخربشات من تقدمات للالهة المختلفة والتى كانت تجرى عبادتها بالمعبد بجانب عبادة الثالوث الاسكندرى كالآلهة زيوس Zeus  وهرمانوبيس Hermanoubis  وهليوس Helios .
وقد ظلت تجرى إضافات مختلفة لهذا المعبد خلال العصر البطلمي غير أن من أهم الإضافات التي تمت به أنشاء مكتبة عرفت بمكتبة السيرابيوم أو المكتبة الصغرى – وقد وردت أشارات إليها في مصادر مختلفة وتتجه أحدث الآراء إلى أنها قد أنشئت في عهد بطليموس الثالث وفى عهد كليوباترا أهدى مارك أنطونى إليها على الأغلب مكتبة برجامة .
وخلال العصر الروماني تعرض هذا المعبد  للتدمير على يد قوات الامبراطور الرومانى تراجان Trajan (98- 117م) لقمع ثورة قام بها يهود المدينة ضد الرومان .
ثم أعاد خلفه الامبراطورهدريان Hadrian  (117- 138 ) بناء على هذا المعبد على نطاق هائل ، ويشيرالى ذلك نص باليونانية عثر عليه أسفل ركيزة تمثال الثورسيرابيس الذي عثر عليه بالمعبد عام 1895 للشمال من الفناء المفتوح Atrium  المؤدى للمرات السفلية للغرب من العمود ، وقد عثر على بعض تماثيل للاله سيرابيس من الرخام ترجع لهذا العصر.
وقد أورد العديد عن الكتاب اللاتين وصفاً لهذا المعبد فى طور فخامته وخلال العصر الروماني نتيجة للتوسعات والقاعات المختلفة التي أضيفت أليه وكما سيتضح فيما بعد وفى عهد الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس Theodosius  فى عام 391 أنتهى الامربقيام البطريرك ثيوفيلوس Theophilus بإلحاق الدمار بهذا المعبد ضمن حملة القضاء على الأوثان وظهور المسيحية بالإسكندرية ثم بمصر.
وصف خلال المعبد البطلمي

                                   
أجرى المتحف اليوناني عامي 1943 ، 1944 حفائر أثرية بموقع المعبد كشف خلالها عن أساسات المعبد البطلمى وهى من كتل الحجرالجيرى المصقوله ، المشيدة داخل أخاديد بالهضبة الصخرية السطحية – كذلك كشف خلال هذة الحفائر على مجموعتين من ودائع الاساسى ،وهى قطع جميلة من لوحات من الذهب الخالص ،والفضة والبرنز وطمى النيل والزجاج وقطع من الفاينس ، وقد كتب عليها بالخطين الهيروغليفى والاغريقية الاولى كتابة البلاد القومية والثانية لغة البطالمة نصا يسجل أن الذى أقام هذا المعبد والحرم الخاص به بطليموس الثالث Ptolemy III يورجتيس الاول EvergetesI(246-222 ق .م) والذى شهد عهده إقامة العمائر الدينية الضخمة.
ومن بين تلك اللوحات
                        لوحة من الذهب تبلغ أبعادها
                        الطول        17.3 سم
                        العرض       5.9 سم
                        السمك         5 مم
وقد تم كتابة النص الهيروغليفى عليها من ثلاث أسطر أفقية من الكتابة اليونانية بالطرق على معدن الذهب بقلم معدنى مدبب ، وترجمتها بثلاث أسطر رأسية من الكتابة الهيروغلفية بالمداد الاسود والذى تلاشى تقريباً مع الزمن .
وقد أثبتت الحفائر أن المعبد كان مستطيل الشكل يتجه من الجنوب الى الشمال ويفضل الكشف عن حفر ودائع الاساس أمكن الوقوف على مدى عرضه وهو 77 متراً وقد عثر من بقايا هذا المعبد على سلم منحوت فى الصخر يبدأ من جنوب الهضبه لأعلى .
ومقياس للنيل بقاع أخدود للشرق من الهضبة عبارة عن بئر مربع منحوت فى الصخر مكون من 12 درجة منحوته فى الصخر الطبيعى للهضبة تليها 29 درجة مشيدة وكان هذا المقياس مغطى فى القدم بسقف مقبى ويتصل المقياس بالجانب الشرقى من جدرانه بممر تؤدى لقناة Aqueduct  مجاورة كانت تستمد مياهها فى القدم من قناة الاسكندرية التى توجد بمسارها الان قناة المحمودية تقريباً .
وقد ردم هذا المقياس خلال العصر الرومانى وأقيم سلم أعلاه . ويشاهد بنهاية أعلى الهضبة تمثالانً ضخماًن لأبى الهول برأسيهما كاملين منحوتان من الجرانيت الوردى ولكن يخلوان على غير المألوف من النقوش الهيروغليفية التى كانت تزين كل من القاعدة والصدر أسفل الذقن على هذا النوع من التماثيل ،غير أن تلفاً قد أصاب أجزاء مختلفة منها وخاصة الانف ، وربما تم ذلك خلال ثورة المسيحين على الاوثان في المدينة عام 391 م ويبلغ طول كل منهما على النحو التالي :-
           التمثال الشرقي           الطول 4.15 م
           التمثال الغربي            الطول 3.96 م
ويوجد إلى الجنوب من العمود مجموعة من الممرات تحيط بجزيرة – صخرية يعتقد مدير المتحف الأسبق أنها من بقايا  ضريح Mausoleum  بطلمى كان يوجد في نطاق المعبد ومن المعروف أن بطليموس الرابع حوالي (221-205 ق.م) قد نقل أضرحة أسلافه من الملوك البطالمة الى جوار ضريح الاسكندر الاكبر وربما كان هذه الأضرحة أو كلها كانت توجد فى هذا المكان قبل نقلها بجوار ضريح الاسكندر الأكبر Alexander  .     
كما كشف عن مجموعة الصهاريج الى الجنوب الشرقي من المبنى السابق تبدأ بدرج من الجهة الشمالية وهى ترجع للعصر البطلمي على الأرجح وقد ظلت تستخدم خلال العصر الرومانى.
كذلك كشف بنهاية الهضبة داخل أخدود على بقايا حوالي 19 حجرة وكذلك بقايا أروقة كانت مبلطة بالرخام يعتقد أنها من بقايا مكتبة السيرابيوم القديمة أو المكتبة إلابنة والتي تحدثت عنها المصادر القديمة والتي ترجع أحدث الآراء أنها قد شيدت في عهد بطليموس الثالث (246- 222 ق.م) ويشاهد بين أطلالها أيضاً بقايا أعمدة ضخمة من جرانيت أسوان الوردي بالغ الصقل مازال فى حالة حفظ مدهشة بالرغم مما مر علية من زمن وإحداهما مشطور إلى قطعتين ويبلغ طوله تسعة أمتار- كذلك توجد قواعد ضخمة من الجرانيت الوردي يبلغ ارتفاع أحداهما 55 سم .
كذلك يوجد إلى الغرب من العامود بحوالي 70 متراً فناء ضخم مقطوع من الصخر ومكشوف للسماءِِ Atrium  ويبدأ بسلم منحوت فى الصخر يبدأ من الجانب القبلي ويتجه لأسفل ويستدير حتى يصل الى أرضية الفناء ويبدو أثر الزمن المتمثل فى عوامل التعرية على جدران هذا الفناء وقد كانت هذه الجدران فى القدم مكسوة بألواح من كتل الحجر الجيرى تتخللها فتحات لحفظ المسارج،و يتصل بهذا الفناء أروقة من الشمال الغربى والجنوب الشرقى ،الشمالى - الغربى منهما أكثر ارتفاعاً ويؤدى اليه سلم وهويبدأ بممر يلى المدخل يتجه من الجنوب الى الشمال ثم يتجه شرقاً ويوجد على كل من جانبيه كوات عثر بداخلها عند الكشف عنها على توابيت صغيرة محطمة من الحجر الجيري وخالية من النقش ويعتقد أنها كانت توابيت لمومياء حيوانات مقدسة ، ويوجد فى نهاية الدهليز تجويف صخري ربما كان لحفظ تمثال الثورسيرابيس الذى يرجع لعصر الإمبراطور الروماني هدريان ، وعثر عليه أعلى الهضبة للشمال من الفناء وربما يرجع الرواق للحقبة الفرعونية القديمة وأعيد إستخدامه خلال العصرين البطلمي- الروماني والرواق الجنوبى يبدأ بمدخل فى مستوى أرضية الفناء تقريباً وهو أكثر طولاً من الأول وتوجد على جانبيه كوات منحوتة فى الصخر أوحت بالاعتقاد بأنه كانت توجد هنا مكتبة السيرابيوم – غير أنه من المرجح أن تلك الكوات  كانت ذات علاقة بطقوس عبادة سيرا بيس وربما كانت أيضاً لحفظ لوحات قديمة بها اختفت مع الزمن بعد استغلال المكان لأغراض الرهبنة خلال العصر المسيحي ، ويتصل هذا الدهليز بأخر عند منتصفه تقريباً يتجه للجنوب ثم الشرق ، ويستمر الدهليز الرئيسي في الاتجاه للشرق هبوط خلال سلم منحوت في الصخر ثم ينحدر ناحية الجنوب
                        
وصف المعبد خلال العصر الرومانى

تشير المصادر التاريخية الى أن معبد السيرابيوم قد تعرض للتدمير خلال عهد الإمبراطور الرومانى تراجان Trajan (98-117 م) أثناء قيام ثورة قام بها يهود الاسكندرية ضد الحكم الرومانى .
وقد عثرعلى تمثال للثورسيرابيس سالف الذكر أعلى هضبة معبد السيرابيوم ، وهوتمثال منحوت من حجر البازلت الاسود البالغ الصلابة،وهو مصقول بعناية فائقة بالرغم من شدة صلابة مادته وقد وجدت بين أجزاء هذا التمثال الذى وجد محطماً (ورمم) شذرة من الركيزة أسفل بطن التمثال تحمل نصاً محفوراً بالكتابة الاغريقية ويوضح هذا النص أن الامبراطور الرومانى هدريان (117-138 م) قد قدم هذا التمثال قرباناً للاله سيرابيس ويشيرذلك أن هذا الأمبراطورهوالذى أعاد بناء المعبد على نطاق هائل فيما يبدو حيث أنه يتفق وميله للفخامة المعمارية ولإقامة المنشئات الهائلة بكافة أرجاء الامبراطورية فى عهده وبولعه بالاثار المصرية على نحو خاص .
وقد أظهرت الحفائر الاثرية التى أجريت بالموقع أن أساسات هذا المعبد كانت قائمة على سطح الارض وأنه كان مربع الشكل وقد بلغ من الفخامة حداً أدى الى ضم المعبد البطلمى السابق عليه بداخله كذلك أقيم العمود الهائل القائم الان بالمكان (والمعروف بعامود دقلديانوس أو بومبى طبقاً لتسمية العصور الوسطى) داخل فناء بهذا المعبد ، وقد أشار الى هذا العامود الكاتب أفثونيوس خلال القرن الرابع الميلادى وكذا الى مسلتين كانتا بالمعبد وقد ظل هذا العمود هو الاثر القائم بين عمائرمعبد السيرابيوم الهائلة حتى بعد أن غطتها الرمال خلال العصور المختلفة ويشاهد ذلك فى المصورات المختلفة التى تصور المدينة كل عصر مضى .
وصف العامود

يشاهد هذا العامود بموقع معبد السيرابيوم ، وهو عامود هائل منحوت بأكمله من جرانيت أسوان الوردى ، وهومن الأعمدة التذكارية الفخمة التى شاع أقامتها خلال العصر الرومانى لتخليد وتمجيد ذكرى وأعمال أباطرة روما.
غير أن هذا العامود يتميز عن باقى هذة الأعمدة بأنه مكون  أساساً من قاعدة بأجزائها المختلفة ، وتاج هائل ، والبدن عبارة عن كتلة مصمته بالغة الصقل مازالت مسطحاتها تلمع للان ويبلغ طول هذا البدن 20.75 م ، وقطره عند القمة 2.30 متراً وعند القاعدة 2.70 متراً ويبلغ طول العامود بأكمله حوالى 26.85 .
ويوجد اعلى القاعدة الضخمة التى يرتكز عليها العامود من الجهه الغربية بقايا نص أغريقى مكتوب بالحفر بحروف كبيرة الحجم عملت فيه الرياح طوال القرون التى سلفت وترجمة هذا النص كالتالى :
(الى الامبراطور العادل إله الاسكندرية دقلديانوس Diocltian الذى لايقهر . أقام بوستوموس Postumus   والى مصر هذا العامود) ويشير هذا النص الى قيام الامبراطور دقلديانوس بتقديم العون الغذائى لمواطنى الاسكندرية وسد نقص فى الغذاء بعد قيامه بحصار المدينة لمدة ثمانية أشهر لقمع ثورة المدينة ، وقد عرف هذا الامبراطور بقسوته البالغة أزاء مسيحيوا المدينة واضطهاده لهم بشتى صنوف العذاب والقتل الى الحد الذى جعل للكنيسة الارثوذكسية بمصر تبدأ التقويم القبطى بدء من عام تولى هذا الامبراطور الحكم عام 284 ميلادية .
ويعلو هذا العامود تاج كورنثى ضخم منحوت من الجرانيت وقد أدى المنظر الاسطورى لهذا العامود بالكثير من الزوار الى محاولة تسلقه ،ومن بينهم نابليون عام 1798 ، كما قد تسلقته سيدة إنجليزية تدعى مس تالبوت ، وجلست بداخل التاج وتناولت إفطارها وكتبت خطاباً من أعلاه.
ويرتكز العامود رغم فخامته على أساس من كتل أنقاص أبنية فرعونية قديمة من بينها كتلة من حجر البازلت الاسود تحمل خرطوشاً للملك إبسماتيك الأول (663-609 ق.م) وأخرى عبارة عن قطعة من أحد أنواع رخام الالباستر تمثل جزء من مسلة تحمل خرطوشاً للملك سيتى الاول Sety I        (1318-1208 ق.م)وهى بمثابة حجر أساس للعمود .
وأخرى تحمل خرطوشاً لأحد ملوك الاسرة الثانية عشر أما الملك سنوسرت الثانى Sesostris  (1906-1888 ق.م ) أو سنوسرت الثالث Sesostris (1888-1850ق.م )كذلك توجد قاعدة تمثال من البازلت للملكة أرسينوى زوجة بطليموس الثانى (283-245 ق.م ).
ويوجد الى الشمال من العامود بقايا حوض تطهر Piscina وهو على  الارجح ذوعلاقة بطقوس عبادة الالهه المصرية إيزيس وكان هذا الحوض يستمد ماؤه من أحد مصادر المياه الموجودة بالمكان والتى يشاهد بعضها على سطح الهضبة (الصهاريج)
ويوجد الى الجنوب الشرقى من سفح العامود أرضية حوض أستحمام يتجه من الشمال للجنوب يرجع لهذا العصر، ويعتقد أنه يمثل واحد من العديد من الحمامات التى كانت توجد بالمعبد ودمرت بأستثناء هذة الارضية .
ويوجد الى الشمال من هذه الارضية والشرق من سفح العامود جعران ضخم من الجرانيت يبلغ طوله 89 سم كشف عنه بالجانب الشرقى من الهضبة- يعتقد أنه يمثل أحد رموز هذة الحمامات والتى كانت تستمد أسمها منها كحمام الحصان أو حمام الجعران بالرغم من الاثر يرجع لعصر الدولة الحديثة .
ويوجد أعلى الهضبة الصخرية للغرب مباشرة من الفناء المفتوح عامود قائم من الجرانيت الرمادى،وقد عثر عليه فى هذا المكان وأقيم حديثاً وبأعتباره من بقايا أحد أروقة المعبد الغربية خلال العصر الرومانى .
كذلك توجد الى الغرب من الابنية المعتقد أنها من بقايا مكتبة السيرابيوم السالف الاشارة اليها ،بقايا أبنية رومانية يعتقد أنها أضافات تمت لمبنى المكتبة خلال هذا العصر ، ويعتقد أن هذة المكتبة قد أصبحت مركزاً لحركة علمية دائبة خلال هذا العصر .
وطبقاً لمصدر من العصور الوسطى فأن عدد مجلدات هذة المكتبة قد بلغ حوالى 42.800 كتاباً وقد وصف الكاتب أفثونيوس Aphthonius الذى شاهد هذه المكتبة خلال القرن الرابع الميلادى . وكان مقاماً بجوار الأورقة على الجانب الداخلى قاعات . بعضها كان خزائن للكتب لأستخدام أولئك الذين وهبوا أنفسهم لطلب العلم .
وتذكر المصادر أن الامبراطور الرومانى كلوديوس Claudius قد أسس بالسيرابيوم مدرسة سميت بالكلوديوم Claudium .
كما تشير بعض المصادر الى أن الفيلسوف أرسطور وتلاميذه قد قاما بالتدريس بالسيرابيوم وهو رأى يتطلب المزيد من الدراسات للوقوف على مدى صحته
وعن  فخامة هذا المعبد خلال العصر الروماني يحدثنا المؤرخ مارسيللينوس Marcellinus  قائلا :
إن اللفظ لعجز عن تصوير صورة حقيقية له فقد كانت أبهاؤه ذات العماد وتماثيله التي كأنها من الأحياء وسوى ذلك مما كان به من آثار الفن كانت كلها تميزه وتخلع عليه بهاء يجعله فذا لا يزيد عليه شيء جمالاً إلا مبنى الكابيتول ذلك الفخر الخالد الذي تفخر به روما العظيمة

وعن أبواب هذا المعبد يتحدث مصدر آخر قائلاً 0000 وكانت الأبواب العظيمة لا مثيل لها في الفخامة والجلال .
ويوجد على الشرفة الثانية إلى الشرق من عامود السواري من أسفل كتل فخمة من جرانيت أسوان الوردي عثر عليها بموقع الأبواب القديمة المشار إليها ، وهي عبارة عن أجزاء من عتب باب وعضادات .
ويشير حجم هذه البقايا إلى أن الباب الرئيسي للسيرابيوم كان لا يقل عن عشرة أمتار ارتفاعا – كما تشير فخامة الزخارف البارزة التي على بعض الكتل إلى أنها ترجع لعصر الامبراطور الرومانى هدريان على الأرجح.
وعن تمثال الاله سيرابيس فى ذلك العصر فقد ورد أنه كان تمثالاً عظيماً يتوسط بهو داخل السيرابيوم وكان منحوتاً من الخشب المصفح بالذهب والعاج كانت له ذراعان ممدوتان تكاد كل منها تلمس الحائط الذى يليها وكان فى يسراه سيف ، وتحت يده اليمنى صورة مخيفة للكلب الجهنمى المصاحب له المدعو (كربيروس) ذو الثلاث روؤس- رأس أسد ورأس كلب ورأس ذئب وقد ألتفت حول الرؤوس الثلاث أفعى هائلة .
وفى نهاية القرن الرابع الميلادى أمر الامبراطور الرومانى ثيودوسيوس بتدمير الاوثان ، وغلق معابدها بأنحاء الامبراطورية فأدى ذلك الى ألحاق الدمار بالمعبد والتمثال ( عدا عامود دقلديانوس الذى ربما أقتصر الامر على نزع بعض زخارفه الامبراطورية الوثنية)
وقد أقيمت به على أثر ذلك كنيسة للقديس يوحنا المعمدان ظلت قائمة بالمعبد حتى تهدمت خلال القرن العاشر الميلادى .
وتوجد بالموقع عدا الاثار الموجود بأساس عامود دقلديانوس أثار الملوك مصر الفرعونية كشف عنها بين أنقاض المعبد وفى الجانب منه وكذا الزاوية الجنوبية الشرقية وهم الملوك رمسيس الثانى حوالى Rameses II (1300- 1235 ق.م).
حور محب Horemheb  (تمثال أبو الهول من البازلت الاسود بين تمثالى الجرانيت الوردى لأباء الهول القائمين حالياً للجنوب من الهضبة)
وبسمتيك الاول حوالى (663-609 ق.م) وعلى الأرجح هذه ألاثار تمثل بقايا أبنية مصرية سابقة على العصر البطلمى براقودة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق