قبر الإسكندر
الاكبر
عندما مات الإسكندر الاكبر فجأه فى بابل عام 323 ق.م ، كان من الطبيعى أن
ينقضى زمناً على استعدادات الجنازة وحيث تم تحنيط جثمانه على غرار ماكان يحدث
لأجساد الفراعنة ، كما وضعت مومياؤه داخل تابوت ذهبى ، تم وضع عربه خاصة لنقله
لبلاد اليونان ، ويذكر المؤرخ ديودر الصقلى Diodorus
Sicilus ان هذه العربة كان تحمل
بداخلها محفة مموحة بالذهب ومزينة بالأحجار الكريمة ، وكان يجرها 64 بغلاً يحلى
رقبة كل منهم طوقاً ذهبياً .
وقد تردد أنه قد ظهرت نبؤة تذكر أن الملكة التى تضم جثمان الإسكندر الاكبر
،سوف تحقق أزدهاراً ، ولذا فقد قام بطليموس الاول بالاستيلاء على الجثمان عند
أقتراب موكب الجنازة من الحدود المصرية ، وقام بدفن الجثمان بعنف داخل مقبره مؤقته
لحين انتهاء العمل بمقبرته بالاسكندرية فى عهد إبنه بطليموس الثانى والذى أقام
بالقرب منها مقبرة كل من ولديه بطليموس الاول وبرنيكى الأول ، كما قام بتأسيس
عبارة للإسكندر الاكبر وعين كاهن للقيام بطقوس هذه العبادة .
ويذكر استرابون فى الفقرة الثامنة من كتاب الجغرافيا فى وصف الاسكندرية
القديمة ان من قبور الملوك (يقصد البطالمة) وقبر الإسكندر الاكبركانت جزءا من قصور
البطالمه أى أن مقر مقبرة الأسكندر الأكبر كان بالحى الملكى .
وتشير المصادر التاريخية إلى ان مقبرة الاسكندر كانت عبارة عن ضريح
اوموسوليوم Mausoleum شيد بأسلوب العمارة القديمة
على غرار مقابر آبائه واسلافه المقدونيين فى ×××
فقد كان مكون من جزئين جزء اعلى سطح الارض ، وهو معبد لأقامه الطقوس والاخر
بباطن الارض أسفله ويبدأ بمدخل يؤدى لسلم يؤدى بدوره لفناء مربع atrium ثم دهليز طويل ، ينتهى
بالمقبرة أسفل سطح الارض ، وقد قام بطليموس الرابع فيلوباتور (221-205 ق.م) بجمع
رفات اسلافه من ملوك اسرة البطالمة بجبانه سيحاره ، ضمت مقبرة الإسكندر كما حفظت
رفاته هو وزوجته الملكة أرسينوى داخل آبنية من فضة داخل هذه الجبانة وفيما يختص
بموقع هذه الجبانة بالاسكندرية الأن فقد ورد براوية اديب يدعى أخيل تيتوس Achilles tatius ترجع إلى القرن الثانى
الميلادى اى بعد سترابون بحوالى أكثر من قرنين وان هذه الجبانة توجد عند تقاطع
شارعى المدينة الرئيسيين وهما كل من الشارع العارضى R1 الذى يتجه
من القصر الملكى وحتى الميناء الواقع على بحيرة مريوط ، وشارع كانوب (الطولى)
ويلاحظ انه توجد فترة زمنية بين رواية هذا الكاتب ومادونه سترابون (24 ق.م) طرأت
خلالها تغييرات طبوغرافية بمعالم المدينة حول هذه الجبانه وموضعها بالتالى بين
سائر معالم المدينة خلال هذا العصر ، وعليه فيما زال من المنطقى للآن أن نرى فى
الأثر المشيد من أحجار الالباسترا الضخمة بمنطقة جبانه اللاتين منطقة للبحث عن هذه
الجبانه الملكية ، وأن هذا الأثر ربما يمثل احد عناصر هذه الجبانة (صورة رقم ) ومن المعروف ان ملوك البطالمة حتى بطليموس
الثانى عشر قد ظلوا يدفنون فى هذه الجبانه ، وقد ذكر احد المؤرخين ان بطليموس
الحادى عشر (107 – 89 ق.م) قد إستبدل تابوت الاسكندر الذهبى بآخر زجاجى (نعتقد انه
كان من نوع نادر من حجر الألباستر الشفاف) . وقد سجلت حوليات التاريخ زيارات قيصر
وأباطرة روما الاوائل لهذا القبر ، فقد زاره يوليوس قيصر ووقف يدقق فى جثمان
الهائل المقدونى المسجى أمامه مليا .
كما قام الأمبراطور الرومانى أوغسطس (30 ق.م – 14 م) بزياره الجثمان ،
ويبدو ان انبهاره بمثوله امام جثمان العاهل الذى سبقه بثلاث قرون للوجود قد دفعته
لتحسس طرف انف الإسكندر فأوى ذلك إلى سقوط هذ الجزء ، ثم قام بوضع اكليلاً من
الذهب على رأس الإسكندر ، ونثر عليه الورود .
كما قام الأمبراطور كراكلا Caracalla (189 – 217
م) بزيارته ، والذى قام بخلع ردائه وحليه ووضعها اعلى مومياء الاسكندر .
كما يذكر التاريخ ان الامبراطور الرومانى سبتيميوس سفيروس Septimius severus
(193 م- 211 م) قد قام بوضع مجموعة من نفائس مكتبة الاسكندرية داخل مقبرة الاسكندر فى واقعة غريبة غير مسبوقه وذلك للحيلولة دون حضور العلماء الرومان للحضور للاسكندرية والأطلاع على هذه النفائس .
(193 م- 211 م) قد قام بوضع مجموعة من نفائس مكتبة الاسكندرية داخل مقبرة الاسكندر فى واقعة غريبة غير مسبوقه وذلك للحيلولة دون حضور العلماء الرومان للحضور للاسكندرية والأطلاع على هذه النفائس .
ويعتقد ان هذه المقبره قد بدأت فى الأختفاء عن العيان بدءاً من أحداث
التدمير التى لحقها الامبراطور الرومانى أوريليان Aurelian (270-275 م)
عام 272 بالحى الملكى .
وقد ورد فى نسخة من السنكسار Synaxary اوسير
القديسين أنه عند ازالة الانقاض فى مكان عرف بأسم كوم الديماس Dimas وهو منطقة كوم الدكة الحالية
عثر على حجر عليه نقش من عند الاسكندر الكبر ، وهنا يجب القول بأن تل كوم الدكة
يبدأ إلى الغرب قليلا من حدائق الشلالات القبلية ، وحتى مسجد النبى دانيال وهى
مسافة بالغة الطول .
كما ذكر المؤرخ المسعودى الذى زار المدينة فى القرن العاشر أنه قد شاهد
أثرا بها يدعى
قبر الأسكندر ويذكر رحالة يدعى ليو الأفريقى زار الاسكندرية فى القرن السادس عشر بأنها كانت فى حالة تدهور ولا يوجد بها سوى شارع واحد طويل ومبنى على هيئة ضريح وسط اكواخ وخرائب به جثة الاسكندر الاكبر وكان موقع تبرك مسلمى المدينة .
قبر الأسكندر ويذكر رحالة يدعى ليو الأفريقى زار الاسكندرية فى القرن السادس عشر بأنها كانت فى حالة تدهور ولا يوجد بها سوى شارع واحد طويل ومبنى على هيئة ضريح وسط اكواخ وخرائب به جثة الاسكندر الاكبر وكان موقع تبرك مسلمى المدينة .
ويمكن بناء على ماتقدم إفتراض ان مقبرة الاسكندر توجد داخل الجبانه الملكية
، وأنه مازالت آراء العلماء فيما يختص بموقع هذه المقبرة ، تتركز حول موقعين
بالمدينة الاول هو بمنطقة مسجد النبى دانيال بالغرب ، ومنطقة جبانة اللاتين بالشرق
من المدينة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق