الاثنين، 3 سبتمبر 2018



فنار الإسكندرية القديم
عجيبة الدنيا السبع


بدأ بطليموس الأول سوتير (305-285ق.م) في إقامة هذا الفنار ضمن منشآت المدينة الأولى التي شهدها عهده ، وقد اقتضت طبيعة مياه الساحل قليلة الغور ، وكذا وجود الشعاب الصخرية تأمين الملاحة في العاصمة الهامة لأغراض الحصول على الثروة ، وربط الإسكندرية ببلاد اليونان ، وقد استكمل بناء هذا الفنار في عهد ابنه بطليموس الثاني فيلادلفوس (285-246ق.م) مع باقي منشآت المدينة الأخرى التي استكمل بناؤها في عهد هذا الملك . وطبقاً لأحدث الأبحاث تحت الماء فقد كان موقع هذا الفناء على مسافات بضع مئات قليلة من الأمتار للشرق من موقع قلعة قايتباي الحالية . ويذكر المؤرخ الجغرافي استرابو أنه قد شيد من كتل الحجر الأبيض ، ويعتقد أنها كتل حجر جيري كانت تقطع من محاجر غرب الإسكندرية ، وكان يؤدي لمدخل هذا الفنار جسر يرتكز على أعمدة ويتقدم الفنار تماثيل ملوك وملكات البطالمة الوائل . وكان الفنار يوجد داخل فناء تحيط به الاروقة ذات الأعمدة وأغلب هذه الأعمدة من جرانيت أسوان الوردي ، ورخام أسيا الصغرى ، وعلى الأرجح فإن عدداَ من هذه الأعمدة يوجد الآن تحت مياه البحر مع العديد من العناصر المعمارية الغارقة الأن أسفل المنطقة .
وتشير الدراسات إلى أن الفنار كان مكوناً من ثلاث طوابق والطابق الأول مربع الشكل يبلغ ارتفاعه حوالي 60 متراً ، وكان يضم حوالي 300 حجرة ، ولذا كانت متخللة العديد من النوافذ، وكان يوجد بقاعه صهريج ماء ، وكانت الحجرات الموجودة به لسكنى العاملين ، وحفظ الألات ومواد الوقود اللازمة لإضاءة الفنار ، وكان يعلو الواجهة الجنوبية لهذا الطابق نقشا بالإغريقية ترجمته "سوستراتوس ابن دكسيفانس من كنيدوس إلى الإلهين المنقذين باسم الملاحين" .
ويعتقد أن الإلهين المنقذين المشار إليها هما كل من بطليموس الأول ، وبرنيكي الاولى أبوي بطليموس الثاني الذي تم بناء الفنار في عهده وأن ذلك قد تم وفاء وتخليداً من الملك الابن للأب الذي أنشأ الفنار كذلك يعتقد فريق آخر من العلماء أن المقصود بالإلهين الحاميين هما كل من الإلهين الأخوين كاستور Castor وبوللوكس الهي الملاحين والملاحة .
وقد كتب هذا النقش بخط أغريقي كبير يعتقد أنه كان من البرونز ، ويعتقد الفرنسيون أنهم قد عثر على قطعة رخامية منه اسفل الماء ، وهي معروضة حاليا بالمتحف المفتوح للآثار الغارقة بمنطقة كوم الدكة .
وتوضح صور الفنار على قطع لعملة الرومانية أن الطابق الأول كان ينتهي من أعلى بكل من زواياه بتمثال برونزي للمصور تريتون Triton ابن رب البحار بوسيدون ينفخ في قوقعة بحرية .
وكان الطابق الثاني مثمن الشكل ويبلغ ارتفاعه حوالي 30 مترا ، والطابق الثالث كان مستدير الشكل ، وكان يعلوه قبة ترتكز على ثمانية أعمدة بداخلها مصباح ومرآة عاكسة ، وكان يعلو القبة تمثالاً برونز يبلغ حوالى سبعة أمتار يعتقد البعض أنه للإله زيوس رب ارباب الاغريق القدام ، والبعض الأخر يعتقد بأن الإله بوسيدون POSEIDON ، ويظهر هذا التمثال اعلى صدر الفنار على العملات ، وعلى كأس أثرى من الزجاج مصور الفنار على أحد جوانبة مجسما .
وتعتبر المرآة العاكسة لضوء النار اعلى الفنار من الغاز حضارة الاسكندرية القديمة ، وعجائب علومها ، وقد أدى الغموض المحيط بطبيعة مادتها ، وأسلوب عملها إلى شيوخ الأساطير المشوقة عنها وفي هذه الأساطير أنه قد قيل ( ومن عجائب بلاد العالم المرآة التى على منارة الإسكندرية ، وهى تكشف ما يجرى فى القسطنطينية ويعتقد بعض العلماء أن المرآة كانت من حجر شفاف .
ومن المعروف أن هذا الفنار قد ظل يعمل حتى النصف الأول من القرن السابع الميلادى
( صورة رقم    ) 
    وقد بدأ يتأثر نتيجة الاحداث التاريخية ، والزلازل الارضية فقد تم ترميمة فى عصر الدولة الطولونية (668 – 905 م) وفى عام 1100 حدث زلزال عنيف أدى إلى هدم الطابق الثانى المثمنى ، ولم يبقى سوى الطابق الاول الذى أقيم فوقه مسجدا وتحول لبرج مراقبة ولعل وصف المؤرخ المقريزى للفنار يوضح مدى عظمته وفخامته حيث أنه يتحدث عنه فى عصر تدهوره وأفول مجده قاتلاً ويقال أن كل من دخل هذه المنارة إختيل وضل الطريق محابها من الغرف العدة والطبقات والمماشى وفى القرن الخامس عشر الميلادى تعرض لزالزال أدى الى هدم هذا الطابق ، وتحول إلى أنقاض ، وفى عام 1840 اقام السلطان قايتباى القلعة إلى الغرب من موقعه طبقاً لأحدث الأبحاث ، غير أنه قد أستخدمت عناصره فى بناء القلعة ويعتقد الفرنسيون أنهم عثرو أسفل مياه البحر على باب هذا الفنار وهو من جرانيت أسوان الوردى الصلب وتكون من عدة قطع ويبلغ أرتفاعه حوالى 13 مترا ووزنه حوالى 120 طنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق